2024-12-15 16:48:27

حادث مميت يجبر "جنرال موتورز" على وقف إنتاج وتشغيل هذه السيارات

قررت شركة جنرال موتورز، عملاق صناعة السيارات الأميركية، التوقف عن إنتاج وتشغيل سيارات الأجرة ذاتية القيادة المصنعة من قبل شركتها التابعة "كروز"، بعد حادث مأساوي وقع في أواخر عام 2023 في مدينة سان فرانسيسكو. وقع الحادث عندما صدمت سيارة أجرة ذاتية القيادة تابعة لـ"كروز" أحد المشاة، بعد أن تعرضت لاصطدام من سيارة أخرى يقودها سائق بشري. ولم تتوقف السيارة ذاتية القيادة بشكل صحيح عند وقوع الحادث، وقامت بمناورة للانسحاب من موقع الحادث، ما أدى إلى جرّ الضحية لمسافة أمتار. أثار هذا الحادث غضبًا كبيرًا في الأوساط العامة والجهات التنظيمية. ولم يقتصر الجدل على الحادث نفسه، بل امتد إلى طريقة تعامل "جنرال موتورز" مع الأزمة، إذ استغرق موظفو الشركة أيامًا للكشف عن التفاصيل الكاملة للحادثة. نتيجة لذلك، سحبت السلطات في كاليفورنيا التصريح الممنوح لشركة "كروز" لتشغيل سيارات الأجرة ذاتية القيادة في الولاية. وقد وجه هذا القرار ضربة كبيرة لمصداقية "جنرال موتورز" وبرنامجها الطموح للسيارات ذاتية القيادة. في أعقاب الحادث والانتقادات، أعلنت "جنرال موتورز" قرارها بإيقاف تطوير سيارات الأجرة ذاتية القيادة من "كروز"، واتخذت خطوة لإعادة هيكلة فرق العمل. وقررت الشركة دمج مهندسي "كروز" مع فرقها الداخلية للتركيز على تطوير تكنولوجيا المساعدة على القيادة، بدلاً من السعي وراء الأتمتة الكاملة. يعكس هذا القرار تحولًا استراتيجيًا في رؤية "جنرال موتورز"، حيث يبدو أن الشركة قررت التركيز على تحسين أنظمة القيادة المساعدة، مثل أنظمة التحكم التكيفي في السرعة والمساعدة في الحفاظ على المسار، بدلًا من الاستمرار في تطوير سيارات ذاتية القيادة بالكامل. وسلطت الحادثة وما تلاها من قرارات الضوء على التحديات التقنية والأخلاقية والقانونية التي تواجه الشركات العاملة في مجال القيادة الذاتية. ورغم التقدم الكبير الذي أحرزته الصناعة، يبدو أن تحقيق حلم التاكسي الروبوت لا يزال بعيد المنال، خاصة مع الحوادث التي تهدد بزعزعة ثقة الجمهور والمشرعين. ويمثل إيقاف "جنرال موتورز" لمشروع سيارات الأجرة ذاتية القيادة خطوة هامة في إعادة تقييم التكنولوجيا والآثار المترتبة عليها. وبينما تستمر الشركة في الاستثمار في تحسين أنظمة القيادة المساعدة، يبقى السؤال: هل ستعود القيادة الذاتية الكاملة إلى طاولة التطوير في المستقبل، أم أن المخاطر الحالية ستؤخر هذا الحلم لسنوات أخرى. المصدر : العربية